ما أروع الخاتمة.. شهادة وانتصار

ليست هناك تعليقات


الشيخ : أحمد ياسين رحمه الله
قال القتلة: إنه يستحق الموت.. وقال العاشقون: إن البطل لم يعد يطيق صبرًا، وآن له أن يعانق الجنة التي خرج يطلبها منذ عقود.زفَّهُم واحدًا واحدًا إلى الحور العين؛ من جمال منصور إلى صلاح شحادة إلى إبراهيم المقادمة وحتى إسماعيل أبي شنب، وظل على رصيف الشوق يمعن في مطاردة القتلة والاستهزاء بجبروتهم.
نادوا عليه.. صلاح وإبراهيم والآخرون.. نادوا عليه وهو الذي يعرف رنة الشوق في أصواتهم.. هو الذي علّمهم كيف تزهو فلسطين بالشهداء.. هو الذي علمهم أبجديات العشق من تكبيرة الإحرام ونداء حي على الجهاد إلى شهقة الدم في ساحات الوغى وميدان الشهادة.ما كان له أن يخذلهم، هو الذي صاحبهم من سجن إلى سجن، ومن زفة شهيد إلى زفة شهيد، ومن رصاصة إلى رصاصة ومن قنبلة إلى قنبلة.ما كان له أن يتأخر عنهم.. هو الذي كان فاتحة النشيد، وأول الرصاص وراية الرايات.. هو الذي كان الطلقة الأولى، وأول من طلبوا الشهادة فأخطأتهم غير مرة.نادوا عليه، وما كان له أن يتأخر أكثر من ذلك، فما عاد في العمر متسع للانتظار، وهاهم الغزاة يهربون من غزة، وما كان له أن يشيعهم إلا بدمه الذي سرى في عروق الرجال الذين صنعوا الانتصار.ما كان له أن يتأخر أكثر، هو الذي أقسم أن يوقّع صك الانتصار بدمه، وهو الذي صنعه بجهده وجهاده طيلة عقود، من بناء المساجد وتعليم الناس الصلاة إلى تلقينهم آيات الشهادة.
نادوا عليه.. صلاح وإبراهيم وإسماعيل ويحيى وجمال، وما كان له أن يتأخر عليهم أكثر من ذلك.. هو الذي بدأ المسيرة وأودعها أسراره.. ورآها كيف غدت "كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها".نادوا عليه، وما كان له أن يتأخر أكثر. . لقد اشتاقوا للم الشمل. قالوا له: لقد كبرت الشجرة، وطاب الزرع، فأعجبَ الزراعَ وأغاظَ الكفارَ، فالتحق بنا قبل أن يفر الغزاة من عنفوان دمك.نادوا عليه فلبى النداء، وصعد شهيدًا ولا أجمل..!! شهيدًا لم تعرف له الكتب مثيلاً.. شهيدًا لم يحمل البنادق ولم يطلق الرصاص ولم يصنع القنابل؛ لكنه كان ذلك كله!! لقد كان صانع الرجال الذين يصنعون ويطلقون وينفجرون.. كان سيد المرحلة وبطلها بلا منازع. ألم يكن هو المؤسس والباني والمهندس؟!نادوا عليه، وما كان له أن يتأخر، وهو لم يكن يريد التأخير، لكنه كان مهندسًا مبدعًا يسعى إلى التأكد من جودة البناء الذي صاغه بنبض روحه وجهده وجهاده.
الآن, وبعد أن تحسس المهندس روعة بنائه، ها هو يشرع روحه لنداء الشهادة، فيأتيه بعد صلاة الفجر، نديًّا رائعًا يليق بالبطل المؤسس والمهندس.ما كان لهذه الرحلة الطويلة أن تنتهي بغير الشهادة، وما كان للبطل أن يرحل إلا متوجًا بالغار، مزنرًا بالدم، محمولاً على الأكتاف شهيدًا تخرج له غزة بشيبها وشبابها، كما سبق وخرجت ليحيى عياش؛ بل أكثر من ذلك فيحيى كان تلميذًا، أما الشيخ فهو الشيخ.غزاة أغبياء.. لا يعرفون هذا الشعب ويجهلون هذه الأمة وطقوسها في صناعة الشهادة والشهداء والوفاء لدمهم ونهجهم.غزاة أغبياء.. يجهلون ما الذي يفعله الأبطال بالجماهير حين يستشهدون، غزاة أغبياء.. لم يقرؤوا التاريخ. . لم يقرؤوا سيرة الأبطال والشهداء وما تصنعه بالأجيال.
الموت هو النهاية لكل إنسان، لكن الشهادة في حياة الأبطال والعظماء حكاية أخرى؛ فهي عنوان حياة للقضية التي ماتوا من أجلها، وهي هنا في حالة الشيخ ليست قضية فلسطين فحسب؛ بل قضية الإسلام، وقضية الأمة في مواجهة محاولات التركيع التي تستهدفها من قبل الولايات المتحدة ومعها دولة الاحتلال الصهيوني.
ما أروع الخاتمة يا سيدي!! الحسنين معًا: شهادة وانتصار.. انتصار صنعته بيديك، بدليل إعلان الغزاة الفرار من جحيم غزة، وشهادة جاءت في موعدها لتحملك إلى العلياء شهيدًا رائعًا تتبوأ الصدارة في أرواح جماهير الأمة.
ما أروع الخاتمة يا سيدي!! ألم تطاردهم زمنًا طويلاً بمطاردتك الاحتلال من رصاصة إلى رصاصة ومن شهيد إلى شهيد؟!ما أروع الخاتمة يا سيدي!! انتصار لك، وانتصار لفلسطين وانتصار للجهاد والمقاومة، وهزيمة للقتلة من صهاينة وأمريكان لا بد سيدركونها ولو بعد حين.سلام عليك شهيدًا رائعًا، وعلى من سار على دربك إلى يوم الدين..


ليست هناك تعليقات :

ثلاثون قولاً لصناع الحياة...الدكتور:علي الحمادي

ليست هناك تعليقات
بسم الله الرحمن الرحيم
ثلاثون قولاً لصناع الحياة
د. على الحمادي

لازال كتاب الله وسنة نبيه ، ومن ثم كلمات العلماء والحكماء والعقلاء فيها من الحكم والعبر والمواعظ النافعة لصنَّاع التأثير الموفق النافع، ولازلنا بحاجة إلى اختصار الزمان واختزال الأوقات بمثل هذه الأقوال النافعة، وإليك الآن ثلاثون قولاً نافعاً يحتاجها المؤثرون الرواحل، وهي:

1. يقول الله تعالى: " ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون ".
2. يقول الله تعالى: " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أُجيب دعوة الداع إذا دعان ". ( البقرة، الآية 186 )
3. يقول الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون ". ( الصف، الآية 2 )
4. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم، يُصبح الرجل مؤمنًا ويمس كافرًا، ويمس مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرض من الدنيا ". ( رواه مسلم عن أبي هريرة )
5. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من سأل الناس تكثُّراً فإنما يسأل جمراً، فلْيَسْتَقِلَّ أو لِيَسْتَكْثِرْ ". ( رواه مسلم عن أبي هريرة )
6. اثنان لا تخالف رأيهما أبداً: الطبيب الحاذق حين يعالجك، والحكيم المجرب حين ينصحك .( مصطفى السباعي )

7. لن تحوِّل الخروف إلى رجل بمجرد إيقافه على قدميه الخلفيتين . ( جورج ليختنبرغ )
8. يتميز الرجل العظيم بأنه عاطفي بلا قلق، عاقل بلا ارتباك، شجاع بلا دجل.
9. عندما أقوم ببناء فريق فإني أبحث دائماً عن أناس يحبون الفوز، وإذا لم أعثر على أي منهم فإنني أبحث عن أناس يكرهون الهزيمة. ( روس بروت )
10. ليس هناك أي شيء ضروري لتحقيق نجاح ( من أي نوع ) أكثر من المثابرة، لأنه يتخطى كل شيء.

11. إن الإجابة الوحيدة على الهزيمة هي الانتصار. ( ونستون تشرشل )
12. أيهذا الشاكي وما بك داء كن جميلاً تر الوجود جميلاً . ( إيليا أبو ماضي )
13. العمل يقتل أكبر أعداء الإنسان: الملل، والشر، والفقر. ( فولتير )
14. إن العالَم يفسح الطريق للمرء الذي يعرف إلى أين هو ذاهب. ( رالف أمرسون )
15. ليست الأهداف ضرورية لتحفيزنا فحسب، بل هي أساسية فعلاً لبقائنا على قيد الحياة. ( روبرت شولر )

16. إن السعادة تكمن في متعة الإنجاز ونشوة المجهود المبدع. ( روزفلت )
17. ليس هناك وصف للقائد أعظم من أنه يساعد رجاله على التدريب على القوة والفعالية والتأثير. ( منسيوس )
18. إن الاكتشافات والإنجازات العظيمة تحتاج إلى تعاون كثير من الأيدي.
19. ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
20. إذا لم تستطع بناء مدينة فابنِ قلباً. ( مثل كردي )
21. إن الرغبة في الأهمية هي أعمق حافز في الطبيعة الإنسانية. ( جون ديوي )
22. من الأفضل أن توقد شمعة بدل أن تلعن الظلام.
23. في كل الأمور يتوقف النجاح على تحضير سابق، وبدون مثل هذا التحضير لا بد أن يكون هناك فشل.

24. إن قضاء سبع ساعات في التخطيط بأفكار وأهداف واضحة لهو أحسن وأفضل نتيجة من قضاء سبعة أيام بدون توجيه أو هدف.
25. إن الخصال التي تجعل المدير ناجحاً هي: الجراءة على التفكير، والجراءة على العمل، والجراءة على توقع الفشل..!!
26. الرئيس هو ذلك الرجل الذي يتحمل المسؤولية، فهو لا يقول غُلِبَ رجالي ، إنما يقول غُلبتُ أنا، فهذا هو الرجل حقاً.
27. العبرة في عدد الإنجازات المحققة بغض النظر عن من الذي حققها.
28. إذا كنت تجد المتعة في عملك فسيجد الآخرون المتعة في العمل تحت إمرتك.
29. قد تكون أفضل الطرق أصعبها، ولكن عليك دائماً اتباعها، إذ الاعتياد عليها سيجعل الأمور تبدو سهلة.
30. عامل من أنت مسؤول عنهم كما تحب أن يعاملك من هو مسؤول عنك.

ليست هناك تعليقات :

في ذكرى المولد

ليست هناك تعليقات
في ذكرى المولد

شعر: د. يوسف القرضاوي
هو الرسول فكن في الشعر حسانا ***وصغ من القلب في ذكراه ألحانا
ذكرى النبي الذي أحيا الهدى وكسا*** بالعلم والنور شعبًا كان عريانا
أطلَّ فجر هداه والدجى عممُ ***بات الأنام وظلوا فيه عميانا
هذا يصور تمثالاً ويعبده*** وذاك يعبد أحبارًا وكهَّانا
الكون بحرٌ عميقٌ لا منار به ***لم يدرِ فيه بنو الإنسان شطئانا
ويل الصغير وقد صار الورى سمكًا ***يسطو الكبير عليه غير خشيانا!
فدولة الروم حوتٌ فاغرٌ فمه ***يطغى على تلكُم الأسماك طغيانا
ودولة الفرس حوتٌ مثله كشرت*** أنيابه للورى بغيًا وعدوانا
وحشيةٌ عمَّت الدنيا أظافرها ***جهالةٌ أصلت الأكوان نيرانا!
الليل طال ألا فجر يبدده؟!*** ربَّاه.. أرسل لنا فلكًا وربانا!
هناك لاح سنا المختار مؤتلقًا*** يهدي إلى الله أعجامًا وعربانا
يتلو كتاب هدًى كان الإخاء له*** بدءًا وكان له التوحيد عنوانا
لا كبر- فالناس إخوان سواسية*** لا ذلَّ إلا لمن سوَّاك إنسانا
يقود دعوته في اليمِّ باخرةٌ ***تقل من أمَّها شيبًا وشبانا
السلم رايتها والله غايتها ***لم تبغ إلا هدًى منه ورضوانا
جرت بركبانها.. لا الريح زلزلها*** ولا يد الموج مهما ثار بركانا
وكم أراد العِدا إضلالها عبثًا ***وحاول خرقها بالعنف أزمانا
واها! أتُخرق والرحمن صانعها؟ ***والله حارسها من كل من خانا؟!
أم هل تضل سفين "بيت إبرتها"*** وحي من الله يهدي كل حيرانا؟!
أم كيف لا تصل الشطئان باخرةٌ*** ربانها خير خلق الله إنسانا؟!
تلك الرواية والَهْفِي ممثلةٌ*** في العالم اليوم في بلدانه الآنا
إن يختلف الاسم فالموضوع متَّحِدٌ ***مهما تلوَّنت الأشخاص ألوانا
فالناس قد تَّخذوا الأهواء آلهةً*** إن كان قد تَّخذ الماضون أوثانا
الشعب يعبد قوادًا تضلله ***كما يضلل ذو الإفلاس صبيانا
والحاكمون غدا الكرسيُّ ربهمو*** يقدمون له الأوطان قربانا
إن ماتت الفرس فالروسيا تمثلها*** أما ستالين فهو اليوم كِسرانا
وإن تزل دولة الرومان فالتمسوا ***في الإنجليز وفي الأمريك رومانا
وإن يمت قيصر فانظر لصورته ***وإن يكونوا همو في البحر حيتانا
****
يا خير من ربت الأبطال بعثته*** ومن بنى يهمو للحق أركانا
خلفت جيلاً من الأصحاب سيرتهم*** تضوع بين الورى روحًا وريحانا
كانت فتوحهمو برًّا ومرحمة*** كانت سياستهم عدلاً وإحسانا
لم يعرفوا الدين أورادًا ومسبحةً ***بل أشربوا الدين محرابًا وميدانا
فقل لمن ظن أن الدين منفصل*** عن السياسة: خذ يا غرُّ برهانا
هل كان أحمد يومًا حلس صومعة*** أو كان أصحابه في الدير رهبانا؟!
هل كان غير كتاب الله مرجعهم ***أو كان غير رسول الله سلطانا؟!
لا، بل مضى الدين دستورًا لدولتهم*** وأصبح الدين للأشخاص ميزانا
يرضى النبي أبا بكر لدينهمو*** فيعلن الجمع: نرضاه لدنيانا
***
يا سيد الرسل طب نفسًا بطائفة*** باعوا إلى الله أرواحًا وأبدانا
قادوا السفين فما ضلوا ولا وقفوا*** وكيف لا وقد اختاروك ربَّانا؟!
أعطوا ضريبتهم للدين من دمهم ***والناس تزعم نصر الدين مجانا
أعطوا ضريبتهم صبرًا على محن*** صاغت بلالاً وعمارًا وسلمانا
عاشوا على الحب أفواهًا وأفئدةً ***باتوا على البؤس والنعماء إخوانا
الله يعرفهم أنصار دعوته*** والناس تعرفهم للخير أعوانا
والليل يعرفهم عُبَّاد هجعته ***والحرب تعرفهم في الروع فرسانا
دستورهم لا فرنسا قننتْه ولا*** روما، ولكن قد اختاروه قرآنا
زعيمهم خير خلق الله لا بشر*** إن يهد حينًا يضل القصد أحيانا!
"الله أكبر".. ما زالت هتافهمو*** لا يسقطون ولا يحيون إنسانا
***
نشكو إلى الله أحزابًا مضللةً ***كم أوسعونا إشاعات وبهتانا
ما زال فينا ألوف من أبي لهب ***يؤذون أهل الهدى بغيًا ونكرانا
ما زال لابن سلول شيعةٌ كثروا*** أضحى النفاق لهم وَسْمًا وعنوانا
يا رب إنا ظُلمنا فانتصر، وأنر ***طريقنا، واحبنا بالحق سلطانا
نشكو إليك حكومات تكيد لنا*** كيدًا وتفتح للسكسون أحضانا
تبيح للهو حانات وأندية ***تؤوي ذوي العهر شُرَّابًا ومُجَّانا
فما لدور الهدى تبقى مُغلَّقةً؟*** يمسي فتاها غريب الدار حيرانا
يا رب نصرك، فالطاغوت أشعلها ***حربًا على الدين إلحادًا وكفرانا
***
يا قوم قد أيد التاريخ حجتنا ***وحصحص الحق للمستبصر الآنا
إنا أقمنا على إخلاص دعوتنا*** وصدقها ألف برهان وبرهانا
لقد نفونا فقلنا: الماء أين جرى*** يحيي المَوات ويروي كل ظمآنا
قالوا: إلى السجن، قلنا: شعبةٌ ***فُتِحت ليجمعونا بها في الله إخوانا
قالوا: إلى الطور، قلنا: ذاك ***مؤتمرٌ فيه نقرِّر ما يخشاه أعدانا!
فهو المصلَّى نزكِّي فيه أنفسنا ***وهو المصيف نقوي فيه أبدانا
معسكر صاغنا جندًا لمعركة ***ومعهد زادنا للحق تبيانا
من حرَّموا الجمع منا فوقَ أربعةٍ ***ضموا الألوف بغاب الطور أُسدانا!
راموه منفًى وتضييقًا، فكان لنا ***بنعمة الحب والإيمان بستانا!
هذا هو الطور شاءوا أن نذوب*** به وشاء ربك أن نزداد إيمانا

ليست هناك تعليقات :